858: لا يوجد أرشيف بريء
عن محاولة أرشفة الثورة
بقلم: مصرون صرصار
في صيف عام 2016 اجتمع بعض أعضاء التعاونية الإعلامية مُصرين بعد سنوات من التوقف عن العمل لفرزالأرشيف الذي تراكم لديهم. لم تقتصر عملية الفرز فقط على المادة الفيلمية التي صورها أعضاء التعاونية بل شملت المادة الفيلمية التى حصلوا عليها من الآخرين أيضًا على مدى ثلاث سنوات منذ بداية الثورة المصرية والتي أصبحت فيما بعد أرشيف 858. التعاونيات معقدة بوجه عام. جمعتنا الحاجة الملحة إلى النضال والعمل معًا بشكل مكثف في أوقات الثورة على الرغم من اختلافاتنا. انشغالنا بالحقائق على أرض الواقع كان أكبر من أن ندع هذه الاختلافات تتسبب في إبعادنا عن بعضنا البعض. واليوم في مرحلة ينحسر فيها النضال يتعثر التقارب الذي ينتج عن التعاون المتواصل وتظهر الاختلافات. نود أن نكشف هنا عن بعض المناقشات التي تختبئ وراء واجهة أرشيف 858 الصافية لأننا نعتقد أن الشجار يُمكن أن يكون بناءً وأن هذه الاختلافات ينبغي الاستفادة منها. الأرشفة أيضًا عملية معقدة. خلف كل باب وكل تسمية وكل مفردة وكل تاريخ يكمن قرار قد يبدو بسيطًا عند النظر إلى الصيغة النهائية ولكن كل قرار من تلك القرارات كان بمثابة اختيار للمشاركة في لعبة السلطة.
كتب هذا النص عضو من أعضاء مُصرين ولكنه لا يُعبر عن رأي المجموعة. كُتب هذا النص خصيصًا لرفاق الثورة القريبين والبعيدين ولمن حاربنا من أجلهم ومن يفكرون جديًا في عمليات الأرشفة. سأتعرض هنا لثلاثة شجارات خُضناها وأربعة نقاشات دارت بيننا في طور الإعداد لأرشيف 858 في جهد يرمي إلى خلق أرشيف نسعى "أن يتعاطف مع الممارسات التي تضع حدًا لتراكم رأس المال ومع من يتطلعون إلى المستقبل وما لم يتحقق بعد".*
#1
نقاش – لماذا هذا الأرشيف؟
قبل كتابة أي كلمة عن الأرشفة وتحديدًا أرشفة الثورات ننوه أن ما يهم هنا هو الجثث الملقاه في الشارع. لا أريد أن أقع في فخ إعطاء الصورة سلطة أكبر مما تستحق. دعونا لا نحتفي بالأرشفة أكثر من اللازم. أرشفة الثورات عمل مهم ولكنه ثانوي. فأولًا وقبل كل شيء يأتي الفعل الثوري وتجشم المخاطر والتصدي للعنف الذي تمارسه الدولة وألم الفقد والأرق ومواجهة المخاوف الشخصية. قبل أن أبدأ أود أن أوضح أن الثورة ليست هذا الأرشيف وأن هذه المجموعة الأرشيفية لا تُمثل ذاكرة تلك الفترة. هذا الأرشيف يتعقب الأحداث من زوايا محددة ويقتطع أجزاء مختارة من تجمع ما: من الغضب ومن المسيرات ومن الهتافات ومن إلقاء للحجارة ومن رغبات تجسدت هتف بها أصحابها وتحدثوا عنها. كل دقيقة في هذا الأرشيف تحمل في طياتها دقائق أخرى كثيرة لم يتضمنها هذا الأرشيف لأننا لم نتمكن من الوصول إلى غرف التعذيب ولم نتمكن من الكشف عن المحاكمات العسكرية ولا يُمكن لأي أرشيف أن ينقل الأثر الذي أحدثته سنوات من السياسات الاقتصادية التي انحازت إلى قلة قليلة على حساب الغالبية العظمى أو الذي أحدثه الشيء الخفي الذي يُدعى النيوليبرالية الذي يعيد خلق نفسه بأبشع الطرق. على الرغم من كل ذلك نسأل هنا: لماذا هذا الأرشيف؟
بدأنا أرشيف 858
لأن منافذ الإعلام تروي الأحداث يومًا بعد يوم من خلال المناهج الدراسية والقوانين الجديدة ومواصلة احتجاز من يجرؤن على رفع أصواتهم من خلال كتاباتهم وكلماتهم عن الطغاة الحاكمين وشركائهم "الديمقراطيين" في جميع أنحاء العالم الذين يمارسون أعمال التجارة ويشاركون في الدبلوماسية وفي العروض العامة للدولة لأنهم بذلك يسلبون من صاحوا "الشعب يريد إسقاط النظام" حقهم في رواية الأحداث من منظورهم.
ولأن هناك دروسًا يمكن تعلمها من تلك الهتافات ومن الأساليب المستخدمة ومن المعارك التي تحقق فيها النصر ومن الأشياء التي تحدث عنها الناس أمام الكاميرات وخلفها أو من التسجيلات الصوتية أثناء الثورة.
ولأنه لا تزال توجد آثار من التضامن الذي ساد المدن والصراعات في ذلك الوقت بالإضافة إلى أدلة على عدم وجود أي منه وهي مسألة يجدر بنا التفكير فيه من أجل الانتفاضات القادمة.
ولأنه يجب أن نتعلم من الدروس التي استخلصناها من أساليب الثورة المضادة التي هاجمت ثورة مفعمة بالحياة وحولت مسارها.
ولأن الأرشيف لديه القدرة على تشكيل أفكارنا وتحريك مشاعرنا وهو بمثابة تذكير لنستعد لما هو آت.
ومع ذلك لا نستطيع أن نحمل أرشيف 858 في نهاية المطاف أكثر من ذلك.
#2
شجار – من التقط الصور؟
الفعل المستخدم هنا يعطينا فكرة عن فحوى هذا الشجار. نحن دائمًا نتحدث عن صانع الصورة ولا نتحدث أبدًا عمن التقطها.
بالرغم من المحاولات التي باءت الفشل وأوجه القصور استطعنا في مُصرين أن نحافظ على وحدتنا كمجموعة. لم ينسب عمل المجموعة لأفراد هذه المجموعة باستثناء عدد قليل من المرات التي خضعنا فيها للضغوط أوعندما جرى تقديمنا كأفراد ضد رغبتنا. أثيرت تساؤلات حول هذه التركيبة الجميلة داخل التعاونية بعد سنوات عديدة وبعد أن تخطينا أشد المحن. حدث ذلك بينما كنا نناقش كيفية التعامل مع مسألة الملكية الفكرية داخل الأرشيف. أثارت هذه النقطة جدلًا استمر لفترة تزيد عن العام.
اتفقنا في نهاية الأمر على استخدام أسماء مستعارة للإشارة إلى المصورين السينمائيين مما يعني أننا أعطينا الأولوية للطابع الجماعي لهذا الصراع وليس للفرد صانع الصورة. أي أننا أعطينا الأولوية للحشد أمام الكاميرا وليس للشخص وراء الكاميرا. هل يمكن لهذه الصور أن تصبح ملكا لأولئك الذين ناضلوا؟ هل يمكننا تدمير الصناعة التي تسعى إلى التفريد وذكر الأسماء للإبقاء على المنطق الخاص بها عن طريق إلغاء تخصيص الملكية الفكرية؟ هل يمكن أن تصبح الصور ملكًا للتعاونية الأكبر من خلال إتاحة تحميل الصور على الإنترنت للجميع؟ تواصلت مُصرين مع المصورين السينمائيين الذين لا ينتمون للتعاونية وسألتهم عما إذا كانوا يرغبون في الكشف عن هوياتهم أو إغفالها.
كانت هذه محاولات لتقويض الهيمنة على الملكية الفكرية.
#3
نقاش – من يمتلك الصور؟
الأمر بسيط للغاية – من يمتلك محطات الخدمة يمتلك الصور. وبناء على ذلك
- حذفت قناة أون تي في المصرية الخاصة من أرشيف القناة على موقع يوتيوب في ١٦ مارس ٢٠١٨ أربعة برامج كانت تبثها خلال الثورة.
- أعلنت شركة غوغل في تقريرها الربع السنوي لعام ٢٠١٧ أن الشركة حذفت ما يزيد عن ثمانية ملايين مقطع فيديو باستخدام "خوارزمية تعتمد على تلقين الآلة كيفية البحث عن مقاطع الفيديو التي تنتهك شروط الخدمة ... من أجل التعجيل بحذف مقاطع الفيديو الدعائية." نحن نعلم جيدًا أن مقاطع مصورة لا حصر لها للمظاهرات السلمية التي أدت إلى الانتفاضة السورية حُذفت خلال هذه الفترة ولا توجد نسخ أخرى للكثير منها. ومن ثم يمكننا أن نحكم على الأغراض السياسية التي تكمن وراء تلك "الخوارزمية."
لم ترغب التعاونية في أن تقرر خوارزمية ما أو حكومة ما أو شركة ما نيابة عنها ما يجب الاحتفاظ به وما يتوجب حذفه.
نظرية Pad.ma الثالثة توضح أهمية تداول الصور وعرضها (الكلمة الإنجليزية projectمشتقة من الكلمة اللاتينية proicere) "من خلال عملية نشر وتوزيع قائمة على الانتشار وليس الدمج من خلال الخيال وليس الذاكرة باتجاه الإبداع وليس الحفظ. "* خلال فترة الثورة حاولت مُصرين اتباع هذه الاستراتيجية من خلال عرض مقاطع فيديو مثيرة للجدل في الشارع كان النظام الديكتاتوري والشركات الخاصة يفرضون الرقابة عليها في قنواتهم. حاولنا من خلال سينما التحرير عدم قصر البث على الإنترنت والنزول بالصور وبالجدل الدائر حولها إلى الشارع. حاولنا استخدام أساليب توزيع مختلفة مثل توزيع أقراص مدمجة بعد انتهاء مدة العرض أو نشر المحتوى على نطاق واسع عبر البلوتوث. كانت تكنولوجيا البلوتوث هي الحل الأمثل لأنها لا تعتمد على الإنترنت ولا يمكن تسجيل نشاطها بواسطة شبكات الهواتف النقالة. إلا أننا تعلمنا أن هذه التكنولوجيا ليست بالقوة الكافية التي تسمح بعدد كبير من عميات النقل في آن واحد. من خلال أرشيف 858 نحاول قدر المستطاع وبحرص توزيع نسخ من الأرشيف على مقدمي الخدمة حول أنحاء العالم حتى يمكن الوصول إليه في حال اختراقه أو تعرض أحد مقدمي الخدمة للحجب.
كانت هذه محاولات لتقويض الهيمنة على الملكية.
#4
شجار – اسم الأرشيف (عنصر الوقت)
أثناء المناقشة حول تسمية الأرشيف كانت التعاونية منقسمة إلى حد كبير بين مجموعتين: أولئك الذين حاربوا من أجل كلمة "أرشيف" للإشارة إلى أرشيف يعمل كأرشيف مضاد وأولئك الذين أرادوا إطلاق اسم على هذا الأرشيف يشير بصورة مباشرة أكثر إلى الثورة المصرية. المعترضون على المجموعة الأولى شعروا بأن الأرشيف أيديولوجي أكثر مما ينبغي في إشارته الغامضة إلى الأناركية في حين لم يرغب كثيرون آخرون في الاتفاق على صلاحية الأرشيف الاعتيادية لتحديد عنصر الوقت. لم أرغب في أن يحدد الأرشيف متى بدأت الثورة ومتى تنتهي. لم أرغب في أن نقرر وحدنا أي حدث يهم وأي حدث لا يهم. هذا مثال واحد: أول مقطع فيديو في الأرشيف حاليًا يرجع تاريخه إلى ٢٣ يناير ٢٠١١ في مدينة السويس حيث بدأت الاحتجاجات هناك تضامنًا مع تونس وهي مسألة أُغفلت في معظم الروايات عن ثورة ٢٥ يناير.
لم تتمكن التعاونية من التوصل إلى اتفاق بشأن اسم الأرشيف ولهذا استقر الأمر على 858 ساعة من المقاطع المصورة يتضمنها الأرشيف في آخر يوم لهذا النقاش ما يعني ترك مسألة الهوية قابلة للتغيير مع مرور الوقت. بالإبقاء على عنصر الوقت مفتوحًا سيتمكن الأرشيف من النأي بنفسه عن تقديس الرواية المركزية حول ميدان التحرير والسماح لاستمرار ما قد يأتي به المستقبل.
#5
نقاش – محتوى الأرشيف (عنصر المكان)
أنا لا أؤمن بالدول القومية. يومًا ما ستختفي هذه الدول على النحو الذي جاءت به.
الأرشفة ليست نشاط بريء، وحتى في أكثر تجلياتها روتينية لا يمكن فصلها تماماً عن مؤسساتية الدولية. الأرشفة عمل بالغ العنف. لدينا أزمة لا تزال دون حل. المقاطع المصورة التي تطغى على الأرشيف تحاكي الرواية الرسمية التي تبالغ في التأكيد على مركزية القاهرة وميدان التحرير. هذه المركزية تقع في نطاق الإشكالية الأوسع نطاقًا المتمثلة في المبالغة في التأكيد على دور الثورة المصرية في الانتفاضات الأخيرة والجارية في المنطقة. بالرغم من الوقت الذي أمضاه بعض أعضاء التعاونية في التنقل والسفر في أنحاء المدينة وفي مختلف أنحاء مصر إلا أن معظم المقاطع المصورة أتت من القاهرة ومن ميدان التحرير حيث كنا نسكن. ولهذا عقدنا ورش عمل في العديد من المدن المصرية لبعض الوقت في محاولة لجمع المادة المصورة ولكن تظل هذه المهمة غير مكتملة. في الآونة الأخيرة دار حوار بين أعضاء التعاونية ونشطاء وصانعي أفلام آخرين حول 858 خارج الحدود المصرية. ولكن تظل هذه الإشكالية دون حل. لا ترغب التعاونية في خلق أرشيف مركزي بل تريد أن يضيف آخرون مقاطعهم المصورة إلى هذا الأرشيف أو إنشاء أرشيف مشابه يحاكي هذا الأرشيف في الشكل والوظيفة وقنوات التوزيع.
يعتبر هذا النص بمثابة دعوة للانضمام إلى مُصرين في هذا الحوار وهذه المهمة.
#6
شجار – من سيعلق على محتوى الأرشيف؟
لم نشترك في الثورة كصحافيين. كانت لدينا في مُصرين أدوار أخرى غير التصوير ونشر الصور. في علاقتنا ب858 نتبرأ من أحد التعريفات الجذرية لمصطلح أرشيف باعتباره "مجموعة من التسجيلات والوثائق التي ينبغي حفظها كأدلة." الغرض من هذه التعاونية هو أن نتعلم من الآثار التي خلفتها هذه الأحداث. نحن نريد أن نقوم بذلك مع الآخرين. نريد أن نقتسم الخبز معًا وأن نتذكر معًا. لم نجمع الصور كأدلة ولن نلجأ إلى قانون غائب على الصعيدين المحلي والعالمي. نحن نريد أن نقرر ما هي الثورة أو ما هي الحرب الأهلية. ونحن الذين نقرر أن نطلق عليها أعمال شغب أو احتجاجات. هذا الأرشيف لا يوثق الجرائم ولكنه يروى القصة من وجهة نظرنا.
#7
نقاش – نوعية الصور التي سيتضمنها الأرشيف
نظرية Pad.ma الرابعة تنص على أن "المبادرات الأرشيفية واصلت هذه الرغبة اللاهوتية بلا وعي. الرغبة في توثيق ما هو غائب أو مفقود أو منسي يمثل في مجال السياسة مرحلة تمجد التعرض العنف والصدمات النفسية بحيث يصبح التعرض للعنف هو الذي يدمر نطاق ما هو عادي وما يحدث كل يوم."*
يحتوي أرشيف 858 على صور للاحتجاجات وصور للعنف الذي مارسته القوات التي هاجمتنا ولكنه أيضًا يحتوي على صور من الحياة اليومية وصور من اليوم التالي واليوم السابق كما يتضمن الأرشيف صورًا صاخبة تحتوي على المكونات اللازمة لمساعدتنا على الإعداد لعالم أفضل. هذه الصورة مثالًا:
أعتقد أنه من المهم أن يتضمن هذا الأرشيف صورًا للسرد الأدبي وأجزاء مستخدمة أو غير مستخدمة من أفلام تمثيلية. الكثير من العروض التمثيلية قادرة في أوقات كثيرة على القيام بأشياء لا نستطيع القيام بها بشكل آخر. فكلمات الشاعر لها وقع في النفس لا يحدثه السرد المباشر للأحداث. الخيال مثله مثل الطين أو الفخار يمكن تشكيله مسبقًا. أصل كلمة يوتوبيا كما تصورها الكاتب توماس مور هو تلاعب لفظي بكلمة eu-topia والتي تعني مكان أفضل باليونانية وكلمة ou-topia التي تعني المكان المستحيل. لا عجب أن الشعراء وكتبة المنتصرين على مر التاريخ فرغوا الكلمة من هذه الازدواجية في المعنى وأصبحت كلمة يوتوبيا تحمل معنى واحد فقط وهو المكان المستحيل واضعين بذلك حد للحلم والخيال فيما يتعلق بأي وضع راهن. أرشيف 858 يزخر بآثار الإرادة والرغبة. هو صرخة مدوية وهمسة في الأذن. هذا الأرشيف يريد أن يستثير كل هذه المشاعر لأننا لا زلنا على إصرارنا فيما يتعلق بالمستقبل وما لم يتحقق بعد.
858: No Archive is Innocent
on the attempt of archiving revolt
by mosireen_soursar
In the summer of 2016, some members of the Mosireen collective gathered after years of inactivity and opened up the mess of an archive we had mainly filmed but also gathered from others over the course of three years of the Egyptian revolution that would become 858. Collectives are complicated. In times of revolt, the urgency of the struggle and the intensity of working together tended to bring us together even when differences existed, too occupied with the reality of things to let these differences tear us apart. Today, in a period where the struggle is at an ebb, we’ve lost the closeness of continuous collaboration, and the differences emerge. We want to lay bare some of the discussions hidden behind the clean interface of the archive 858 because we think fights can be constructive, and these differences are important to learn from. The act of archiving is also complicated. Behind every category, every naming, the use of language, title, date, lies a decision which appears to have been simple when seen in its finalized form. Every one of those decisions is a choice to participate in the game of power.
The current text is written by one member of Mosireen, it does not speak for the whole collective. It is written particularly for comrades in revolt, near and far, for you in parallel to whom we fought our battles, to those of you considering the act of archiving. I will describe three fights and four discussions we had amongst ourselves in the making of 858, in the effort to make an archive that we desire to be “sympathetic to those practices which sabotage capitalistic accumulation, and those which have an interest in the future, and in the ‘unrealised’”.*
#1 Discussion - Why this archive?
Before any of these words are put down on the work of archiving, particularly of archiving revolution, we need to start with a disclaimer: what matters, is having bodies on the street. I don’t want to fall into the trap of giving images more power than they are due. Let us not over-celebrate archives. Archiving revolt is a critical act, but it is a secondary one. First and foremost comes the revolt, taking the risk, confronting state violence, the pain of loss, the sleepless nights, and facing your own fears. Before I begin, I want to make clear that this act of archiving is not the revolution, nor can this collection be the memory of that time. It entails traces of events, particular angles and selected excerpts of a coming together, of rage, marches, chants, rocks thrown, desires enacted, screamed and spoken. Every archived moment entails the lack of a lot of others that aren’t. We could not access the torture chambers, we could not lay bare the military tribunals, nor can any archive relay the effect of years of economic policies that privileged a few at the expense of the majority, this invisible thing we call neo-colonialism that keeps re-inventing itself in the most brutal of ways. Now, in spite of all this, why the archive?
We started 858,
because the narrative of events is day by day being written by the media outlets, through school curricula, through new laws, through the continuous incarceration of those who dare to speak out, through the writing of books and the speaking of speeches of the tyrants in power and their “democratic” partners across the globe who engage in trade and diplomacy and general statist performances, because the narrative is thereby taken from those who shouted “we want the downfall of the system.”
because there are lessons to be found in those chants, in the tactics, in the battles won, in the things people spoke in front of or behind a camera or audio recorder in the time of revolt.
because there are traces of the solidarity that existed between cities, between struggles, as well as evidence of a lack thereof, both of which are critical to reflect on for the coming uprisings.
because we must learn our lesson from the tactics of the counter-revolution that attacked and subverted a vibrant revolt.
because the archive has the potential to shape our ideas and move our emotions, to act as a reminder, to prepare for what is to come.
And yet, at the end of the day, 858 can be just that, nothing more.
#2 Fight - Who took the images?
There is a clue in the wording. We talk about image-makers but never image-takers.
With all our failed attempts or short-comings, one thing I certainly celebrate about Mosireen, is that we remained a collective. With a few exceptions where we succumbed to pressure or when we were presented as such against our wishes, our work was not assigned individual authorship. This beautiful composition was questioned within the collective only years after the biggest struggles had past, while discussing how to deal with authorship within the archive structure. It was a debate that carried on for over a year.
Eventually we agreed on a position to maintain pseudonyms for the collective’s cinematographers which meant that we prioritize the collective nature of the struggle over the individual “taker” of the image, i.e. we prioritize the crowd in front of the camera, rather than the person that is behind it. Can the images belong to those who struggled? By canceling the assignment of authorship can we subvert the industry that seeks to individualize, to name in order to feed its own logic? By having the images online, downloadable for all, can the image belong to the greater collective? Mosireen contacted non-collective cinematographers whose footage was in the archive and asked them to decide for themselves to reveal or anonymize their identity.
These are attempts to undermine the hegemony of authorship.
#3 Discussion - Who owns the images?
It’s simple, whoever owns the server owns the images. Thus,
- on March 16 2018 the private Egyptian TV channel OnTV removed from its YouTube channel the archive of four programs that ran during the time of revolution.
- Google’s fourth quarter report of 2017 announced the company removed over 8 million videos with “a machine-learning-based algorithm to flag videos for terms of service (ToS)-related violations… to expedite the removal of propaganda videos.” We know that countless videos of the non-violent protests that began the Syrian uprising were purged during this time. No other copies of many of these exist. From these consequences, we can judge the political intentions behind such an “algorithm.”
The collective didn’t want an algorithm, government or company to decide for us which traces to preserve and which to delete.
Pad.ma’s thesis 3 proclaims how important it is to keep images “in, or bring them into, circulation, and to literally throw them forth (Latin: proicere), into a shared and distributed process that operates based on diffusion, not consolidation, through imagination, not memory, and towards creation, not conservation.”* It was during the time of revolt that Mosireen attempted this strategy of throwing forth, by projecting on the street critical videos that the dictatorship and private companies were censoring from their channels. Tahrir Cinema was one attempt not to limit our dissemination to the internet, to bring the images and the debate around them to the street. We tried different distribution methods, handing out free CDs after screenings or mass bluetooth distribution. Bluetooth sounded like a perfect fix as it did not rely on the internet, nor was its activity recordable through mobile networks, yet we learned the technology was not strong enough to allow for a high number of simultaneous transfers. With 858, we are trying with care to disseminate copies of the archive on servers worldwide so that they remain accessible even after a potential attack or blocking of any one server.
These are attempts to undermine the hegemony of ownership.
#4 Fight - What is the name of the archive? (the factor of time)
During the debate about naming the archive, the collective was divided, largely between two groups. Those that fought for the name “an-archive”, in reference to an archive that acts as a counter-archive, and others who wanted to give the archive a name that referenced the Egyptian revolution more directly. Those opposing the first group found an-archive too ideological in its nebulous reference to anarchism, while many others did not want to accede to the archive’s usual power to determine the factor of time. The battle over narrative begins in the details. I did not want the archive to determine when a revolt ends or begins, I did not want us to be the ones to solely decide on which event matters and which doesn’t. This is one example: Currently the archive’s first video dates from January 23 2011 in the city of Suez. Protesting there began on the 23rd in solidarity with Tunis, a matter that is overlooked in most narratives of the 25 January revolution.
The collective couldn’t agree on the name, so we settled on 858 for the hours of footage in the archive on the final day of that debate. This meant leaving the matter of identity over time open to change with time. By keeping the factor of time open, the archive is able to take away from the glorification of a centralized narrative around Tahrir Square, and allows for the continuation of something still to come.
#5 Discussion - What is in the archive? (the factor of space)
I don’t believe in nation-states. As much as they were conjured up one day they will disappear again on another.
Archiving isn’t an innocent activity and in its most routine manifestation is wrapped up in the institution of the state. It is deeply violent. We have a crisis that remains unresolved. The footage currently dominating the archive emulates the mainstream narrative that overemphasizes the centrality of Cairo and its Tahrir Square. This practice of centralization within 858 is taking place within the broader problematic of the overemphasis of the Egyptian revolution in the region’s recent and ongoing revolts. Though some members of the collective spent time traveling around the city and the country, the majority of the footage is of Cairo and Tahrir, where we lived. We carried out workshops in various Egyptian cities for some time trying to collect footage, but this remains an incomplete task. Recently, some members of the collective had a conversation about 858 with other activists and film-makers outside the borders of Egypt. But this issue remains unresolved because the collective doesn’t want to create an archive that replicates centralized archives, rather we want to open the conversation for others to add their footage here or to create sister archives that overlap in form or function or channels of distribution.
I offer this text as an invitation to you to join Mosireen in this conversation and activity.
#6 Fight - Who annotates the archive?
Mosireen participated in the revolt, not as journalists, we had roles other than that of filming and spreading images. In our relationship to 858, we disown one of the root definitions of the term archive as "records or documents preserved as evidence.” The purpose of our collection is to learn from these traces of events; we want to do this together with others, to eat together, to remember together. We did not collect the images as evidence, we won’t appeal to a law that is absent - on both a local and global scale. We want to decide what a revolt or a civil war is, we decide to call it a riot or protest. This archive is not about documenting crimes, but about narrating our version of the story.
#7 Discussion - What kind of image is in the archive.
Pad.ma’s thesis 4 exclaims, “Archival initiatives have unconsciously continued this theological impulse. Their desire to document that which is absent, missing or forgotten stages a domain of politics which often privileges the experience of violence and trauma in a manner in which the experience of violence is that which destroys the realm of the ordinary and the everyday.”*
858 includes images of protest, images of violence carried out by the forces that attacked us, but it also hosts images of the everyday, images of the day after and the day before, images that don’t yell, but entail the ingredients to help us prepare for a better world. Like this one:
I believe is important that this archive begins to include images of narrative fiction, used or unused parts of acted films. Too often performance can do things we can’t do in other ways, the words of the poet have an effect that the direct recounting of the event does not arouse. The origin of the word fiction entails the act of “kneading or forming something out of clay,” and so this act of fiction-ing entails an act of imagination before the thing is formed. If we continue on with the origins of words for a moment, the term “utopia,” as it was first conceived by the writer Thomas More, was meant to be a play on words, between eu-topia, the better place, and ou-topia, the impossible place. It is not surprising that the bards of history, the scribes of the victor have wiped away this duality and impregnated the word with the latter meaning, thus marking utopia as the impossible world, and putting an end to the act of dreaming and imagining the status quo. 858 is full of traces of will and desire, a roar and whisper. 858 wants to evoke all these, because we remain adamant about “the future,” and the "unrealised.”